مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 05:41:00 م

                    يومي الأوّل .. بعد العزلة 

                            (الجزء الأوّل)

يومي الأوّل .. بعد العزلة (الجزء الأوّل)
يومي الأوّل .. بعد العزلة (الجزء الأوّل)

كلٌّ منا في مكان .. كلٌّ منا في ديار ..

أعلم بأنني أكتب لك تفاصيل كثيرة .. رسالة واحدة .. مكوّنة من أربع صفحات على الأقل ..

أعلم بأنك منشغل بكدِّ الحياة المتفاقم .. وبأنك لا تملك |الوقت| لكي تكتب لي .. صفحة واحدة ..

أعي جيداً .. أنَّ الجميع يسرقك مني .. و الزمن يتملك حبك .. و أنا كحبيبة مقدّرة , و صديقة جيدة و واعية .. عليَّ الانتظار .. عليَّ انتظارك .. و إنتظار ... صفحة واحدة ..

صدقني يا آدم .. .

حفظتُ تلك المبرّرات عن ظهر قلب ...

لدرجة أنني آمنت بها , فلم أعد أخرج من المنزل .. ففي أيِّ لحظة .. ستأتي .. ستعود ..

وصل بي |الهوس| إلى أنني غالباً لا أتحرك من مكاني في اليوم , إلا مرة واحدة .. أتناول وجبتي .. أدخل إلى الحمام , أصفف شعري , أرتدي ملابس منزلية جميلة ..

و من ثمَّ .. أعود و أنتظر .. أمام الباب .. وبينما يمضي الزمن .. قد أقرأ عنك , أو لك ..

قد أكتب عنك , أو لك ..

قد أشاهد فيلم أبحث فيه عن حبك .. عن بداياتك ..

لا أنكر .. كان الأمر في البدء قاتلاً .. سمٌّ لعين يسير في عروقي .. لكنني كافحت .. لتفتخر بي .. لأفوز بقدومك ..

لكن اليوم .. اليوم هو ذكرى قبلتنا الأولى ..

أتراك تقبّل غيري ؟!

أم أن قلبك البارد .. هذا إن وجد .. يرفض حتى مصافحة إحداهنَّ ؟!

إنتظرتُ حتى الساعة الثامنة مساءً .. لكنك لم تأتِ ..

خرجتُ أبحث عنك .. في طرقات أعرفها .. وأخرى لا أعرفها ..

و الإحتفالات حولي تكاد أن تملأ العالم كله .. لا الحي فقط ...

تحياتٌ وديّة , و قبلاتٌ بهيّة .. تثني على إنجازي الخارق العظيم ...

حصلتُ عليها من شارعي العام الذي .. كنت أسلكه ..

من |الياسمين| الكثيف الذي .. كنت أقطفه ..

من صغار الحي الذين .. كنت ألاعبهم ..

كان الطرق طويلاً , مرهقاً , شائكاً .. متعثراً ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. يدانا متشابكة و تتقلّص المسافة .. ))

صادفتني الكثير من الأمور الغريبة , أتصدق .. وجدتُ محلاً للملابس !!

دخلته مع تردد , خشيتُ أنك هذه المرة تنتظرني عند مكان قبلتنا .. و أتأخر عليك ..

ذهلتُ بكمية الألوان الموجودة , و الموديلات المتعددة ..

رغبت و بشدة اختيارهم كلهم , دون استثناء ..

و لكن مع الأسف ..لم يكن بحوزتي إلا القليل من المال ,يكفي لشراء قطعة واحدة ..

أينقصني ضياع و تشتت ؟!

لم أعرف الإختيار ما بينهم .. و كنت على وشك البكاء .. بتُّ عاجزةً تماماً .. حتى على أبسط التفاصيل ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. لكنتُ اشتريتُ ما ستختاره دون نقاش .. حتى و لو كان لونها أصفر الذي أبغضه .. ))

و في النهاية .. إخترت كنزة صوفيّة لونها أسود .. لونك المفضل ..

و غادرت ..

 و من بعدها .. حدث ما هو أغرب .. شعرتُ بعطشٍ شديد , عطش مشقة الطريق  ..  دخلتُ لأحد المتاجر , و اشتريتُ قارورة مياه ..

وعندما خرجت , فتحتها .. ما وضعتها على ثغري .. حتى أبعدتها فوراً ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. كنت سأقدّمها لك .. تروي ظمأك .. و أنا أرتوي برؤيتك .. ))

 (( ما رأيكم أنتم .. هل سألتقي به , تابع معنا في الجزء الثاني ؟!! ))

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.